الاثنين، 8 يونيو 2020

الأسرة والضغط النفسي








"الأسرة والضغط النفسي"



بلا شك تعيش الأسر هذه الأيام ضغط نفسي، تحتاج أن تتكيف معه بأسرع وقت ممكن، الحجر الصحي ومنع التجول عوامل تجعل ليس فقط وجود ضجر بل حتى من الممكن تصاعد حدة الخلافات بين الزوجين أو الشجارات بين الأبناء، فما العمل؟

إن من الحاجات الأساسية للأبناء الحاجة لانتباه الوالدين لهم، لكن إذا انشغل الوالدان بالخلافات، فإن انتباههم لأبنائهم يبدأ بالانخفاض، فما الذي ينتج عن ذلك؟ ينتج عنه زيادة في سلوكيات الأبناء غير المرغوبة وزيادة في حدة المشاعر رغبة في لفت انتباه الوالدين.
مثل الشجارات بين الأبناء، البكاء، الإلحاح للطلبات، الغضب، الصراخ، عصيان الأوامر، طرق باب غرفة الوالدين لأتفه الأسباب، كل ذلك هي محاولات لاستعادة حاجة أساسية فقدت لديهم، وهنا نلفت عناية الوالدين لضرر شجاراتهم داخل المنزل أمام الأبناء، لا تنسوا أبنائكم.
الأبناء تبنى طريقة تواصلهم مع بعضهم من خلال ملاحظتهم لطريقة تواصل الوالدين مع بعضهم، مثلا هل يوجد بين الوالدين احترام أثناء الحوار أو حتى الخلاف؟ ستجد نفس الطريقة في تعامل الأشقاء مع بعضهم أثناء حواراتهم.
فإذا وجدت الشتائم في حوارات الوالدين ستجد الشتائم في حوار الأبناء مع بعضهم، وإذا وجدت الصراخ في حوار الوالدين ستجد الصراخ في حوار الأبناء مع بعضهم، وإذا وجدت الاحترام والهدوء أثناء الخلاف في حوار الوالدين ستجد نفس الشيء في حوار الأبناء مع بعضهم.
لكن لماذا في بعض البيوت تنشأ خلافات أشد بين الزوجين أثناء الحجر الصحي، في الواقع هي لم تنشأ، هي اتضحت أكثر، لأن الطرفان أصبحا يجلسان مع بعضيهما أكثر، وظهر واقعهم الحقيقي في التواصل، الذي كان مخفيا سابقا بكثرة العمل ومغيبا في الانشغال.

الحل هنا ليس في انتظار الفرج وفك حظر التجول، بل مراجعة الزوجين نفسيهما في طريقة الحوار والأدب في الخطاب، مراجعة طريقة التواصل الخاطئة التي لديهم مسبقا، عليهما أن يتفقا كيف يطورا نفسيهما في تواصلهما مع بعضهما ليس لأجلهما بل لأجل تهيئة أبناء صالحين للمجتمع.

شكرا لكم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق